حكاية ربط وتعذيب الشاب اللي سرق فلترين عربية لمدة ١٢ ساعة لحد ما مات .. ممكن نقف شوية على سؤالين تقريبا محدش بقى عارف لهم اجابة في مصر .
السؤال الاول: ايه هو مقياس الفقر في مصر اللي ممكن يخلي واحد يسرق فلاتر مش محصلين ٥٠٠ جنيه؟
السؤال الثاني: ايه هو مقياس الغنى في مصر لصاحب الحاجة عشان يتسامح في الـ ٥٠٠ جنيه؟
شفت الفيديو بتاع الحاج محمد عبد اللطيف ابو الشاب الصغير اللي سرق واتقتل .. حاجة كده تحس فيها بقدر كبير من القهر وقلة الحيلة من شكل الراجل وهيئته وكلامه.
الراجل بيتكلم بعزة نفس انهم بيعملوا عشا كل يوم جمعة وابنه كان راجع ياكل .. وبيأكد اوي على المعلومة واكنهم مش محتاجين .. برغم ان التأكيد على يوم الجمعة باللذات تخلينا نقول ان باقي الايام بيناموا من غير عشا.
ولما كان واقف قدام المشرحة قال ان ابنه مات جعان .. تخيل الناس اللي فضلت مكتفة واحد جعان ١٢ ساعة عشان ٥٠٠ جنيه .. وده من غير اكل ولا شرب وهاتك ياضرب وتعذيب فيه .. يعني مقلهمش انه جعان او عطشان مثلا!
ممكن اوي لما الولد لقى الاكل مش هيكفي نزل يسرق .. هو مش مبرر للسرقة بس فيه ناس في التعليقات قالوا ان الولد ده الله يرحمه بتاع ربنا وعقله على قده والمنطقة عارفين كده .. فازاي يجيلهم قلب يبهدلوه كده .. وفي الاخر يجيبوا جثته لابوه في توكتوك.
في عام (الرمادة) سيدنا (عمر بن الخطاب) اوقف مؤقتا حد السرقة بسبب الفقر والمجاعة اللي سادت .. ولما جاله الصحابة ماسكين واحد سرق جمل بحاله ودبحه وفرقه على اهله قال لهم "لا قطع في مجاعة".
ويبقى السؤالين من غير اجابة .. مين هو الفقير في مصر واللي يستحق الشفقة والرأفة .. ومين هو الغني اللي ممكن يتسامح او يقبل بالتراضي والاحسان.